في زمن اللاحرية… كورونا.

في زمن اللاحرية… كورونا

 

تحرير: فضيلة تماصط

 

في زمن اللاحرية اكتشفنا أهمية التسكع في شوارع الأزقة الضيقة… شعرنا بمدى تجلي الصور الراسخة في ذهننا عن اسفارنا ورحلاتنا وتجوالنا،  دون قيود ودون سلاسل تسلسل كل حروف الحرية… لتصبح هاته الأخيرة كوخا صغيرا نقبع بين جدرانه ريثما يرحل العدو المجهول عن حيطان بلدنا…
كورونا أنت أيها العدو المجهول زرت بيوتا وقصورا ومنازل شامخة ودول متقدمة ونامية لم تترك لا أخضرا ولا يابسة… حصدت أرواحا دون سابق انذار… انت ايها المجهول متى ستشد رحالك الى طريق اللاعودة… لهذا الغرض تكاثفت جهود بلدي المغرب من سلطات في كافة الميادين وأطقم طبية وتمريضية ولجنة اليقظة وكوادر صحفية وشرطة وكذلك المجتمع المدني… بغية محاربة هذا المجهول الفتاك…

صحيح أن الحرب حينما تعلن يكون الطرف المعادي معروفا وتستعد بكافة الاسلحة لمواجهته… لكن في حالة كوفيد 19 الأسلحة الفتاكة لاتكفي ولن تجدي نفعا… فالفيروس مجهول الهوية ومخفي الرؤية…
تكالبت كل الجهود من كافة المجالات لمحاربته رغم ان الاقتصاد المحلي والدولي قد عرف كسادا وتنازلا تدريجيا… بسبب اغلاق ابواب كافة انواع الوظائف للحد من الفيروس ومحاصراته… الاقتصاد صحيح قد تضرر لكن التبرعات اجدت نفعا وعوضت النقص المهول الذي كان سيصيب المواطن لولا جهود الدولة في بعث المعونات ورواتب شهرية للشغيلة… التي تمتهن وظائف حرة… بتوقف تجارتها توقفت لقمة عيشهم، فماكان على الدولة الا ان تفكر في هاته الشريحة الفقيرة من المجتمع كي لايصبح عوض عدو مجهول عدوان هما فيروس كورونا والجوع…
كل المجتمع الدولي يقف مذهولا امام هاته الجائحة وكل دولة بسياستها وخطتها الممنهجة تحاول ان تحاصر المرض وتمحي اثره ونخرج من هاته الازمة باقل الاضرار البشرية والاقتصادية… كما ان مكوث المواطن في البيت والتزامه بكل التوصيات التي جاءت بها وزارة الصحة، من تعقيم ونظافة والزامية البقاء في المنزل قد يحد من الفيروس، وبذلك سنحمي بلدنا واقتصادنا وسمعتنا كبلد آمن سيتقطب مستقبلا العديد من السياح ان فتكنا نحن بالفيروس وقضينا عليه نهائيا ان شاء الله… سيرتفع بذلك الاقتصاد المحلي مجددا ومن الناحية المجتمعية والاخلاقية سندرك مدى اهمية الحرية والصحة في زمن اللاحرية التي سيطرت علينا، وجعلتنا نمكث في بيوتنا مجبرين لحماية انفسنا واحبائنا وبلدنا من كوفيد 19 فيروس كورونا…

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0