كورونا…جائحة…لكنها مانحة

كورونا…جائحة… لكنها مانحة…

 

تحرير: فضيلة تماصط

 

تعتريك مشاعر الهلع حينما تسمع احصائيات الموتى، حين تشم رائحة الموت يحوم من حي لحي ومن مدينة الى مدينة…
حينما تسمع احصائيات كل يوم في تزايد وتتوافد الارقام للتنافس بين المدن…
تجتاحك احاسيس الخوف والوجع من قادم غريب وعدو مجهول… وحرب خفية…
جائحة اجتاحت الكون بدأت بووهان الصينية ثم توالت العدوى في الانتشار نحو كل ربوع الكون… فزحزحت الاستقرار، ودمرته وزلزت الامان بالديار… لكن ان تأملتها كجائحة ستنتابك مشاعر الرعب والانكسار… وان جعلت رؤيتك ببوصلة الايجابية، ستعرف انها مانحة لعبر وحكم عديدة… نعم يجب ان نعترف اننا نعيش ازمة لكنها تنطبق عليها حكمة رب ضرة نافعة… فقد منحتنا فرصة معرفة النعم التي لاتعد ولا تحصى التي نعمها الله علينا… كنا نمر عليها مرور الكرام دون معرفة قيمتها واهميتها، من بينها نعمة الحرية والتنقل في اي مكان واي مرتع نريده دون خوف ودون تعاليم احترازية…

كنا نتسكع في الشوارع كنا نرتاد على الاسواق التجارية نتبضع دون هلع… كنا نزور الاهالي ونذهب لعملنا بكل طمأنينة… الى ان قررت كورونا منعنا من هاته النعم… وصرنا حبيسي الجدران لاندري هذا العدو الخفي اين يقبع… فصرنا نتأمل غدا مشرقا وان يرحل عنا هذا الوباء الى طريق اللاعودة…
جائحة مانحة لأنها اعادت ترتيب اوراقنا المبعثرة… اعادت لملمة الكلمات الضائعة كي نعرف طريق الشكر، شكر الله عز وجل على نعمه بشكل يومي، جعلتنا نتذكر كم نحن ضعفاء تحت رحمة الله وكم نحن في امس الحاجة الى رحمة مالك الملك ليحمينا من عدو خفي لا نعرف حتى كيف هي ملامحه، سوى انها مرعبة من خلال حصدها لعدة ارواح على المستوى العالمي…

هي حرب لعدو غير مرئي… فيارب اجرنا منه وارفعه من على الأرض، نستغفرك ونتوب اليك واللهم ادم علينا نعمة الصحة والعافية والحرية وكل نعمك التي لاتعد ولاتحصى لك الحمد حتى ترضى وبعد الرضا.

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0