الدار البيضاء-أسماء خيندوف
تتجه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) نحو خطوة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي والإقليمي بين أعضائها، حيث يعتزم زعماؤها المصادقة قريبا على اتفاقية التعاون التي ستنخرط في بناء مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب.
ويمثل هذا المشروع الذي أصبح يعرف باسم “خط أنابيب الغاز الأطلسي الأفريقي” تطورا استراتيجيا في العلاقات بين دول غرب إفريقيا والمملكة.
وفي هذا السياق أكد موسى المالكي منسق ماستر الجغرافيا الاقتصادية والسياسية لإفريقيا، على أن تبني دول غرب إفريقيا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب يمثل تتويجا للجهود المغربية التي بذلت على مدى عقد كامل، والتي قادها عاهل البلاد.
وأشار إلى أن الملك و قيادات عليا في البلاد قامت بالعديد من الزيارات، و الإجتماعات و الاتصالات المكثفة، لإقناع قيادات هذه البلدان بالاثار الاقتصادية و التنموية التي ستعود بالفائدة على جميع الدول المنخرطة في هذا المشروع.
و شدد المختص على أن المشروع سيفيد الدول غير المنتجة للغاز من خلال تأمين شحنات، أما الدول المنتجة سيكون بإمكانها بيع الفائض، و هذا يجعل منه مشروعا مربحا بالنظر لمصالحه المشتركة مع جميع الدول. مؤكدا على تكلفة الاستثمارات تبقى معقولة، إذ سيتيح الغاز الطبيعي بأقل تكلفة لجميع الدول المنخرطة فيه، ناهيك عن آثاره الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح أن هذه الخطوة تعتبر إضافة نوعية للتعاون بين الدول الأفريقية، حيث تسعى “سيدياو” إلى تعزيز مشاريع إقليمية كبرى تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على الطاقة كعنصر حيوي لتحقيق الاستدامة والنمو الاقتصادي. يهدف هذا المشروع الطموح إلى تسهيل نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا، أكبر منتج للغاز في القارة، عبر عدد من دول غرب إفريقيا وصولاً إلى المغرب، ومن ثم ربطه بشبكات الطاقة الأوروبية.
كما أورد أن هذا المشروع يعكس رؤية التكامل الاقتصادي وتنمية البنية التحتية في المنطقة، بالإضافة إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في إفريقيا وأوروبا. مما سيجعله يشكل نقطة تحول في استغلال موارد الغاز الأفريقية، مما يعزز الأمن الطاقي ويدعم تنمية اقتصادية مستدامة في المنطقة.
والجدير بالذكر أنه تم الإعلان عن هذا المشروع بين نيجيريا والمغرب سنة 2016 في أبوجا، حين قام الملك بزيارة رسمية إلى نيجيريا التقى خلالها الرئيس آنذاك محمد بخاري. حيث ساهم البنك الإسلامي للتنمية وصندوق “أوبك” للتنمية الدولية في تمويل الدراسات الأولية.
وقد أكد الملك محمد السادس، في خطاب وجهه بمناسبة انعقاد القمة الخامسة عشر لمنظمة التعاون الإسلامي، على أن مشروع أنبوب الغاز المغرب–نيجيريا ينهل من الروح التضامنية نفسها، باعتباره مشروعا للإندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك ولتشجيع دينامية التنمية على الشريط الأطلسي.
يذكر أن الملك محمد السادس أجرى، في يناير المنصرم، اتصالا هاتفيا مع الرئيس النيجيري بولا أحمد أديكونلي تينوبو، شمل موضوع أنبوب الغاز بين الرباط وأبوجا.
تعليقات
0