الرباط-عماد مجدوبي
في خطوة تشكل انتصارا لحرية الإبداع وللحرية التحريرية للإذاعات والقنوات التلفزية، العمومية والخاصة، رفض المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري مجموعة من الشكايات المثارة في حق مسلسلات وبرامج إذاعية وتلفزيونية.
واعتبرت المجلس الأعلى ل”الهاكا”، أن الشكايات التي تم التقدم بها لم تتجاوز القواعد المؤطرة لحريتي الإبداع والاتصال السمعي البصري ولا تخالف المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل والتي تضمن الحرية التحريرية للإذاعات والقنوات التلفزيونية، العمومية والخاصة.
وأبرز البيان أن هذه السلسلات والمسلسلات تندرج في خانة الأعمال التخييلية التي تعكس مواضيعها وشخوصها اختيارات فنية لمؤلفيها ومخرجيها. كما أن العمل التخييلي في مجمله لا يمكن أن يحقّق وجوده أو يكتسب قيمته دون هامش حرية في كتابة السيناريو وفي تشخيص الوضعيات والمواقف.
وأورد المجلس أنه رفض شكاية من أفراد وجمعيات ضد مشاهد وشخصيات بأعمال تخييلية (مسلسلات “إلا ضاق الحال”، “حكايتي”، “ولاد يزة”، “أش هادا”) قدمتها قنوات تلفزيونية عمومية.
وذهب موقف المجلس إلى أن المشاهد المعنية بالمؤاخذات في مسلسل “إلا ضاق الحال” المتمثلة في وضع قنينات مشروبات كحولية على الطاولة بأحد البيوت لم تصور على أنها فعل إيجابي.
وبخصوص الشكاية المتعلقة بمؤاخذات في مسلسل “حكايتي” حيث تم تصوير قُبلة به، لم تقدّم في سياق إثارة أو تضمنت إيحاءات جنسية.
وفيما يتعلق بالشكاية المقدمة التي اعتبر أصحابها أنه تمت إهانة مهنة الأستاذ من لدن سلسلة “ولاد يزة”، فقد تم رفضها، حيث سجل المجلس أن “السياق العام للمشاهد المقدمة والشخصيات المجسدة ومختلف المواضيع المقترحة في سلسلة “ولاد يزة” تبقى في سياق هزلي وكوميدي، دون أن يتضمن ذلك مسّا بأية مهنة معينة”.
أما الشكاية التي قدمت حول سلسلة “أش هادا”، فقد اعتبر المجلس أن المتعهد السمعي البصري غير ملزم ببث هذا الصنف من البرامج “سلسلة أش هادا” بلغة معينة، هذا بالإضافة إلى كون السلسلة تبث بالدارجة ويحاول من خلالها أصحاب العمل عكس كيفية استعمال بعض العبارات الأجنبية المتداولة في أوساط واسعة.
وفيما يتعلق بشكاية إحدى الجمعيات ضد برنامج تفاعلي بإذاعة عمومية بمبرر الإساءة إلى تجارة القرب وإلى البقالة، أكد المجلس أن حديث منشط البرنامج الإذاعي، الذي يهدف عادة إلى تنبيه وتحذير الجمهور من بعض الظواهر السلبية، تطرّق إلى بعض الممارسات المنافية لأخلاقيات “التداول التجاري” (تجارة القرب والبقالة)، من خلال ربط ذلك فقط بمن اعتبرهم صراحة “النصابة وعديمي الضمير” دون تعميم.
وأفاد المجلس بأن المنشط “عمل عموما على التنويه بالفاعلين والمتدخلين في هذا المجال؛ مما يجعل ما قدمه البرنامج لا يتضمن ما يعتبر مخالفا للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل والتي تضمن الحرية التحريرية للإذاعات والقنوات التلفزيونية، العمومية والخاصة”.
ظهرت المقالة الهاكا” ترفض تقييد حرية الإذاعات والقنوات التلفزية بشكايات ضد مشاهد مسلسلات “مثيرة للجدل” أولاً على 24 ساعة.
تعليقات
0